المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي

منتدى المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي راس الوادي برج بوعريريج الجزائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ترجمة العلامة سيف الدين الآمدي الشافعي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مختار بن سعدي
المديــــــــــــــــر
مختار بن سعدي


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 22/06/2009

ترجمة  العلامة سيف الدين الآمدي الشافعي Empty
مُساهمةموضوع: ترجمة العلامة سيف الدين الآمدي الشافعي   ترجمة  العلامة سيف الدين الآمدي الشافعي Icon_minitimeالسبت يوليو 04, 2009 9:46 pm

العلامة سيف الدين الآمدي الشافعي
علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد، العلامة سيف الدين الآمدي التغلبي الشافعي. قال قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان في بعض تعاليقه: ما عسى أن يقال في أعجوبة الدهر وإمام العصر وقد ملأت تصانيفه الأسماع، ووقع على تقدمه وفضله الإجماع. إمام علم الكلام، ومن أقر له فيه الخاص والعام، صاحب المصنفات المشهورة والتعاليق المذكورة، ومن أكبر جهانذة الإسلام، ومن يرجع إلى قوله في الحل والإبرام والحلال والحرام.
من الوافر:
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذام
ولد بآمد سنة أحدى وخمسين وخمس مائة، ولما بلغ أربع عشرة سنة انحدر إلى بغداد واشتغل على الإمام أبي الفتح نصر بن فتيان ابن المني الحنبلي في الخلاف على مذهبه مدة، ثم صحب الإمام العلامة أبا القاسم يحيى بن أبي الحسن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة البغدادي ابن فضلان الشافعي وأخذ عنه الخلاف وتميز فيه، وحفظ طريقة الشريف والزوائد لأسعد الميهني.
وحفظ أربعين جدلاً على ما قيل.
وقدم إلى حلب واجتمع بالشهاب السهروردي الحكيم المقتول، وحكى عنه أنه قال: رأيت كأني شربت البحر وهذا المنام رآه ابن تومرت، وعزم على الدخول إلى الديار المصرية. أخبرني عنه بعض أصحابه أنه سمعه يقول: لما أردت الدخول إلى الديار المصرية كررت على طريقة الشريف. ثم دخل مصر والإسكندرية، واشتغل عليه الطلبة. وعقد له مجلس المناظرة، واستدل بالتعيين، ثم خرج منها فاجتاز بحماة، فأرغبه صاحبها وأحسن إليه، وأعطاه مدرسة فأقام بها مدة.
ثم إن المعظم عيسى بن العادل كتب إليه ووعده إن قدم إليه أن يحسن إليه، وحبب إليه سكنى دمشق. وكان سيف الدين يحبها ويؤثر المقام بها. فخرج من حماة ليلاً ولم يعلم به صاحبها، ودخل دمشق فأحسن إليه المعظم وولاه المدرسة العزيزية لمجاورة لتربة الملك الناصر صلاح الدين. وأقبل على الاشغال والاشتغال والتصنيف. عقد له مجلس المناظرة ليلة الجمعة وليلة الثلاثاء بالحائط الشمالي من جامع دمشق، وكان يحضره الأكابر من كل مذهب، ورحل إليه الطلبة من جميع الآفاق من سائر الطوائف لطلب العلم.
وكان خير الطباع سليم القلب حسن الاعتقاد قليل التعصب. رأيت عنده جماعة من أصحاب الإمام أحمد يشتغلون عليه، وكذلك أصحاب الإمام أبي حنيفة ومالك رضي الله عنهم. وهو في غاية الإكرام لهم والإحسان إليهم حتى قيل له: يا مولانا تراك تؤثر الحنابلة وتزيد في الإحسان إليهم! فقال على سبيل المزاح: المرتد لا يحب كسر المسلمين، يعني أنه كان قديماً حنبلياً.
حكى لي تلميذه القاضي أبو الروح عيسى ابن القاضي أبي العباس أحمد بن داود الرشتي المعروف بابن قاضي تل باشر، قال: سمعت شيخنا الإمام سيف الدين يقول: رأيت في النوم كأن قائلاً يقول لي: هذا البيت للإمام الغزالي، قال: فدخلت فوجدت تابوتاً فكشفته فوجدت الغزالي فيه وعليه كفنه، وهو في القطن. قال: فكشفت عن وجهه وقبلته، فلما انتبهت قلت في نفسي: يليق أن أحفظ كلام الغزالي، فأخذت كتابه المستصفى في أصول الفقه فحفظته في مدة يسيرة.
قال: وسمع الحديث ببغداد من الشيخ أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن نجا بن محمد بن شاتيل الدباس البغدادي، وحدث عنه بدمشق رحمه الله.
أنشدني الأديب الكاتب الشاعر فخر القضاة أبو الفتح نصر الله بن هبة الله بن عبد الباقي بن أبي البركات المصري المعروف بابن بصاقة لنفسه، وكتب بها إلى الإمام سيف الدين الآمدي في حق صاحبنا عماد الدين أبي بكر محمد بن عثمان بن إسماعيل بن خليل السلماني الكاتب، وقد عزم أن يقرأ على الشيخ سيف الدين شيئاً من تصانيفه يوصيه بها وينبهه على مكانته:
من البسيط
يا سيداً جمل الله الوجود به *** وأهله من جميع العجم والعرب
العبد يذكر مولاه بما سبقت *** وعوده لعماد الدين عن كثب
ومثل مولاي من جاءت مواهبه *** من غير وعد وجدواه بلا طلب
فأصف من بحرك الفياض مورده *** وأغنه من كنوز العلم لا الذهب
واجعل له نسباً يدلي إليك به *** فلحمة العلم تعلو لحمة لنسب
ولا تكله إلى كتب تنبئه ***فالسيف أصدق أنباء من الكتب
فوقعت هذه الأبيات من الإمام سيف الدين أحسن موقع، وأقبل على العماد وأحسن إليه، وقرأ بعد ذلك عليه.
وأخبرني بعض أصحاب الإمام سيف الدين أن بعض الفضلاء المشهورين والمدرسين المذكورين ذهب عني اسمه حضر درس الإمام سيف الدين ولزم معه الأدب، وجعل دأبه الاستماع والانتفاع دون الجدل وترك القيل والقال، فقال له الإمام سيف الدين: يا فلان الدين، لم لا تشرفنا وتشنف أسماعنا بفوائدك وفرائدك؟ فكان جوابه أن أنشد: من الطويل
وفي حينا نحن الموالي لأهله *** وفي حي ليلى نحن بعض عبيدها
فدعا له سيف الدين أيضاً وبجله وأكرمه.
وسألت شيخنا الإمام العلامة عز الدين بن عبد السلام عن درس الإمام سيف الدين، فقال: ما سمعت أحداً يلقي الدرس أحسن منه، كأنه يخطب، وإذا غير لفظاً من الوسيط كان لفظه أمس بالمعنى من لفظ صاحبه أو كما قال فإني علقته من حفظي، وكفاك به جلالة ونبلاً أن الإمام عز الدين من أصحابه ومن كبار طلابه، ملازماً لدرسه راضياً طريقته مع خبرة علانيته وسريرته.
ولقد سمعته يوماً يقول: ما عرفنا قواعد البحث إلا من الشيخ سيف الدين أو ما هذا معناه.
وكان يعظمه ويجله ويبجله.
وسمعت عنه أنه قال: لو ورد على الإسلام متكلم أو مشكك أو ما هذا معناه لتعين الإمام سيف الدين لمناظرته لاجتماع أهليه ذلك فيه، أو كما قال.
وسمعت الإمام جمال الدين أبا عمرو عثمان بن أبي بكر المالكي المعروف بابن الحاجب يقول: ما صنف في أصول الفقه مثل كتاب سيف الدين الآمدي الإحكام في أصول الأحكام، ومن محبته له اختصره رحمه الله تعالى.
ولما مات الشيخ سيف الدين رحمه الله تعالى، أخبرني صاحبنا زين الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي ابن أبي المحاسن بن طاهر الأنصاري المقدسي، قال: أخبرني بعض الفضلاء أنه رأى الشيخ سيف الدين في المنام بعد موته فقال له: يا مولانا، ما فعل الله بك؟
فقال: أجلسني بين يديه وقال لي: استدل على وحدانيتي بين ملائكتي فقلت: الحوادث اقتضت تعلقاً بمحدث لتخرج عن حد الاستحالة، وكان لا بد من محدث.
ثم كان القول بالاثنين مثل القول بالثلاثة والأربعة إلى ما لا يتناهى، فلم يترجح منها شيء، فسقط ما وراء الواحد وبقي الواحد صحيحاً أو كما قال ثم أدخلني الجنة.
وكان صاحب آمد الملك المسعود ركن الدين مودود بن الملك الصالح أبي الفتح محمود بن نور الدين محمد بن فخر الدين قرا أرسلان بن ركن الدولة سقمان بن أرتق بن أكسب قد رغب أن يكون الشيخ سيف الدين الآمدي في آمد وكاتبه ووعده أن يجعله قاضي القضاة ويقطعه جارياً كبيراً، وجهد في ذلك.
وكان أصحاب الشيخ يؤثرون ذلك ليتسع الرزق عليهم، فإن الشيخ كان يؤثر الراحة والقناعة. وكان يحب سكنى دمشق، فلما تكرر طلبه وعد بالإجابة، وجعل يدافع من وقت إلى وقت. فلما أخذ الملك الكامل آمد من صاحبها ورتب فيها النواب، أراد أن يولي فيها قاضياً من جهته، فأجري الحديث في ذلك والسلطان الملك الأشرف بن العادل وصاحب آمد يسمع فقال صاحب آمد: يا مولانا كان المملوك قد كاتب الشيخ سيف الدين الآمدي في أن يجعله قاضياً في آمد وأجاب إلى ذلك، وأراد أن ينفع الشيخ سيف الدين بهذا القول، فنظر الكامل إلى الأشرف كالمنكر عليه أن يكون في بلده مثل هذا الرجل وقد عزم على مفارقتها وهو يكاتب ملكاً آخر. فبقيت في نفس الأشرف إلى أن ورد دمشق، فأخذ المدرسة العزيزية منه ووقع بها لمحيى الدين ابن الزكي، وقطع جاريه وأمره أن يلزم بيته. فبقي على هذه الحال إلى أن مات رحمه الله تعالى.
أنشدني الأديب العارف نجم الدين أبو المعالي محمد بن سوار بن إسرائيل لنفسه بدمشق وقد عزل سيف الدين كما ذكرنا:
من السريع
قد عزل السيف وولى القراب *** دهر قضى فينا بغير الصواب
فاضحك على الدهر وأربابه *** وابك على الفضل وفصل الخطاب
وحضرنا في بستان للشيخ سيف الدين بأرض المزة بدمشق بعد موته مع جماعة من أصحابه، وفينا نجم الدين ابن إسرائيل، فكتب على سارية تحت عريش، كان كثيراً ما يجلس الشيخ سيف الدين رحمه الله إليها حين يقرأ عليه العلم:
من السريع
يا مربعاً قلبي له مربع *** جادك غيث أبداً يهمع
عهدي بمغناك وفي أفقه *** شمس المعالي والحجى تطلع
وكنت غمد السيف حتى قضى *** والغمد بعد السيف لا يقطع
وأنشدني نجم الدين ابن إسرائيل أيضاً لنفسه من أبيات يرثي بها الشيخ سيف الدين وقد كان جادت السماء عند دفنه بمطر عظيم:
من الكامل
بكت السماء عليه عند وفاته *** بمدامع كاللؤلؤ المنثور
وأظنها فرحت بمصعد روحه *** لما سمعت وتعلقت بالنور
أوليس دمع الغيث يهمي بارداً *** وكذا تكون مدامع المسرور
وتوفي ليلة الاثنين وقت صلاة المغرب ثاني صفر سنة إحدى وثلاثين وست مائة بدمشق، ودفن يوم الاثنين بسفح قاسيون رحمه الله.
ولما مات توقف الأكابر والعلماء بدمشق عن حضور جنازته خوفاً من الملك الأشرف إذا كان متغيراً عليه. فخرج الإمام عز الدين في جنازته وجلس تحت قبة النسر حتى صلى عليه. فلما رأى الناس ذلك بادروا إليه وصلوا عليه.
وتصانيفه: أبكار الأفكار في أصول الدين ثلاث مجلدات، واختصره في كتاب منائح القرائح مجلد، مجلد لطيف في أصول الفقه، الإحكام في أصول الأحكام في مجلدين، كتاب منتهى السول في علم الأصول مجلد، كتاب رموز الكنوز مجلد، لباب الألباب مجلد في المنطق، فرائد الفوائد في الحكمة مجلد، الغرائب وكشف العجائب في الاقترانات الشرطية مجلد، شرح جدل الشريف مجلد، غاية الأمل في الجدل، الباهر في الحكم الزواهر، حكمة ثلاث مجلدات، غاية المرام في علم الكلام مجلدتان، ثلاث تعاليق خلاف، كشف التمويهات على الإشارات والتنبيهات مجلدة كبيرة، مآخذ على المحصول مجلدة، المآخذ الجلية في المواخذات الجدلية جزء، انتهى ما نقلته من كلام القاضي شمس الدين ابن خلكان.
وقال غيره: أقرأ العقليات بالجامع الظافري بمصر، وأعاد بمدرسة الشافعي.
وتخرج به جماعة، فقاموا عليه ونسبوه إلى انحلال العقيدة، وكتبوا محضراً ووضعوا خطوطهم فيه بما يستباح به دمه.
يقال أن بعض الفضلاء لما أتوا إليه بالمحضر ليكتب فيه بما كتبوا، فأخذ القلم وكتب: من الكامل
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالقوم أعداء له وخصوم
وكان ذلك سبباً لفل جمعهم، فخرج سيف الدين إلى الشام مستخفياً.
وكان فيه رقة قلب وسرعة دمعة.
ومن عجيب ما يحكى عنه أنه ماتت له قطة بحماة فدفنها، ولما جاء إلى دمشق نقل عظامها في كيس ودفنها في تربة بقاسيون.
ومن تلاميذه القاضي صدر الدين ابن سني الدولة والقاضي محيى الدين ابن الزكي وغيرهما.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bel3isawi.ahladalil.com
 
ترجمة العلامة سيف الدين الآمدي الشافعي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ترجمة الامام العلامة شيخ الاسلام ابو عمر ابن عبدالبررضي الله عنه
» ترجمة الإمام الباجي العلامة المالكي الأشعري
» ترجمة عز الدين القسَّام رحمه الله
» ترجمة الإمام العلامة الحافظ الأوحد ، شيخ الإسلام القاضي أبو الفضل عياض رضي الله عنه
» ترجمة العلامة محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني الجزء الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي :: العلوم الشرعية :: منتدى التاريخ والتراجم-
انتقل الى: