بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى أن معرفة علوم اللغة العربية وهي النحو والبيان واللغة والأدب ، لابد منها لأهل الشريعة "إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة - على حد تعبير ابن خلدون - وهي بلغة العرب ونقلتها من الصحابة والتابعين عرب ، وشرح مشكلاتها من لغاتهم فلابد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة "
نحن نرى اليوم أناسا يتصدرون للدعوة وتتنافس القنوات الفضائيات في استضافتهم وهم ليسوا من أهل هذا الشأن لا يكادون يقيمون جملة واحدة ولذلك تراهم يتحدثون بلهجات بلدانهم أويتكلمون في أحسن الأحوال بفصحى قائمة على نصيحة من قال:" اجزم تسلم "
وقل مثل ذلك عمن يناقشون قضايا كبرى في أصول الدين وأصول العقيدة في عدد من المواقع والمنتديات على الأنترنيت وهم لا يكتبون جملة صحيحة ...
لقد كان الإمام مالك رحمه الله يتوعد من يفسر القرآن وهو يجهل لغات العرب قائلا :"لا أوتى برجل يفسر كتاب الله غير عالم بلغات العرب إلا جعلته نكالا "
وكان الأصمعي وهو إمام في اللغة يتهيب تفسير القرآن الكريم من ذلك أنه سئل مرة عن قوله تعالى {شغفها حبا } فسكت و قال :هذا في القرآن ثم ذكر قولا لبعض العرب في جارية لقوم أرادوا بيعها : أتبيعونها وهي لكم شغاف ؟ ولم يزد على ذلك .
أرجو من الإخوة الأفاضل إغناء هذا الموضوع أو ترشيده إن كان به نقص ولا أخفيكم أن لا يسع المنصف إلا أن يشيد بالمستوى الرفيع لهذا الموقع المبارك الشي الذي لمسته عن كثب وأقول وبكل صدق إن هذا الموقع من أسلم المواقع في هذا الباب وفيه كتابات غاية في التثبت والإتقان ولا شك أن وراء ذلك إدارة مؤطرة بمشرفين من العلماء المتمكنين مما يجب توفره فيمن يتصدى لهذا الشأن ... والله من وراء القصد
نسأل الله العصمة من الزلل في القول والعمل