ترجمة إمام المالكية ومفتي الديار المصرية الشيخ محمد عليش تاج العارفين و خاتمة المحققين 1217- 1299 هـ العالم العابد الخاشع المصري الأزهري الولي الشهير نفعنا الله ببركاته
هو القطب الكبير والعلم المنير أوحد العلماء العاملين وخاتمة الفضلاء المحققين وارث علوم سيد قريش الامام العلامة أبوعبد الله الشيخ محمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد الملقب بعليش نفعنا الله ببركاته وأعاد علينا من فوائد نفحاته ومنشأ تلقيبه بعليش أن اسم جده الاعلى علوش أحد أجداد الغوث الأكبر سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه صاحب كتاب الذهب الابريز الذي اغترفه سيدي أحمد بن مبارك اللمطي من فيوضات بحار علمه
قال الشيخ المترجم فيما كتبه بطرة شرحه لقواعد الاعراب الاصل الاول من الجهتين من فاس والاب ولادة طرابلس الغرب والام ولادة مصر
ولد الشيخ المترجم رضي الله عنه بمصر القاهرة في حارة الجوار بقرب الجامع الازهر أيد الله عمارته بأنوار العلوم في شهر رجب الاصب سنة سبع عشرة ومائتين وألف هجرية وحفظ القرءان وهو ابن ثلاث عشرة سنة واشتغل بتحصيل العلوم بالجامع الازهر الانور في سنة اثنين وثلاثين وقد أدرك الجهابذة الافاضل علماء الدين وأيمة المسلمين وأخذ عنهم من شريف العلوم ما به صار من أكابر الاعلام وأيمة الاسلام فمنهم العلامة الفاضل الاستاذ الشيخ محمد الامير الصغير والعلامة الشيخ عبد الجواد الشباسي والعلامة الشيخ عوض السنباوي والاستاذ الشيخ مصطفى السلموني والعلامة التاج سيدي مصطفى البولاقي استخرج من بحار علومه يتيم اللآلي واقتبس من نبراس معارفه ماهو غرة في جبهة الليالي والعارف بالله تعالى الاستاذ الشيخ محمد فتح الله والعلامة الشيخ حسن حميدة العدوي والفاضل الشيخ مقديشى المغربي السفاقسي والاستاذ سيدي الشيخ جاد الرب والفهامة الاوحد الشيخ يوسف الصاوي وأخذ أيضا عن غير هؤلاء من أفاضل العلماء وأجلاء المشايخ
ومن المجيزين له رضي الله تعالى عنه سيدي الشيخ إبراهيم الملوي شيخ السادة المالكية سابقا والعلامة النحرير الشيخ مصطفى البناني صاحب التجريد والاستاذ الشيخ محمد حبيش شيخ السادة المالكية والعلامة الشيخ علي الحلو والعلامة سيدي عبد الواحد الدمنهوري والاستاذ سيدي أحمد بن ملوكة التونسي رحم الله تعالى الجميع ونفعنا بهم
واشتغل بالتدريس بالجامع الازهر في سنة خمس وأربعين فأقرأفيه العلوم النقلية والعقلية وأبدع في إقرائها وأغرب وحل مشكلاتها وأعرب ومازال يترقى في أوج المعالي ومراتب الكمال حتى صار العلم الوحيد والجوهر الفرد وتخرج عليه من أفاضل العلماء الازهريين طبقات متعددة
مؤلفاته الجامعة الكثيرة
وألف التآليف العديدة الجامعة المفيدة التي عم صيتها الحاضر والباد وسعي في تحصيلها من أقصى البلاد حذا فيها حذو من تقدم من الأيمة وشيد فيها أركان أسوار السنة
فمنها شرح منح الجليل على مختصر العلامة خليل وهو مطبوع في أربعة أجزاء ضخام وحاشيته على هامشه وهي نحو ثلاثة أجزاء ومواهب القدير شرح مجموع المحقق الامير وهو أربعة أجزاء ضخام وحاشيته التيسير والتحرير على مواهب القدير وهي أربعة أجزاء أيضا وحاشيته على شرح مجموع العلامة الامير وهي أربعة أجزاء ضخام تسمى البدر المنير على شرح مجموع العلامة الامير وشرح الجامع الكبير على مجموع العلامة الامير وهو أصل مواهب القدير وصل فيه إلى أثناء باب الصيام في أربعة أجزاء ولم يكمل وحاشية تسمى هداية السالك إلى أقرب المسالك على صغير الاستاذ الدردير وهي جزءان مطبوعة أيضا وكتاب فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الامام مالك وهو جزءان مطبوع أيضا وحاشية تسمى مواهب الرحمن المالك على شرح الاشموني لألفية الامام ابن مالك وهي جزءان كبيران وخاتمة تسمى فتح الملك الجليل على شرح ابن عقيل وخاتمة تسمى جلاء الصدى على شرح قطر الندى وحاشية تسمى بوسيلة الاخوان ومغنيتهم عن مراجعة الشيوخ ومشاركة الاقران على رسالة العلامة سيدي محمد الصبان في علم البيان وهي جزء واختصرها في حاشية أخرى تسمى تحفة الاخوان على رسالة الامام الصبان وهي مطبوعة وشرح يسمى موصل الطلاب لمنح الوهاب في قواعد الاعراب للعلامة الشيخ يوسف البرناوي وهو مطبوع أيضا
وشرح يسمى حل المعقود من نظم المقصود في علم الصرف للعلامة الشيخ أحمد عبد الرحيم الطهطاوي وهو مطبوع أيضا وحاشية تسمى القول المشرق على شرح ايساغوجي لشيخ الاسلام زكريا الانصاري مطبوعة أيضا وشرح على متن ايساغوجي ورسالة صغيرة تسمى إتحاف البريات في الكلام على الموجهات وشرح على الدرة البيضاء للعلامة الاخضري في علم الحساب والفرائض والعمل بالجدول ولم يكمل وكتاب تدريب المبتدي وتذكرة المنتهي في علم الفرائض والعمل بالجدول
وحاشية على شرح الكبرى للامام السنوسي تسمى القول الوفي السديد بخدمة شرح عقيدة أهل التوحيد وهي جزء ضخم وشرح على متن الكبرى للامام المذكور يسمى هداية المريد لعقيدة أهل التوحيد وهو جزء واحد وحاشية عليه تسمى القول المفيد على هداية المريد لم تكمل وشرح على منظومة سيدي أحمد المقري المسماة بإضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة وهي خمسمائة بيت من بحر الرجز واسمه الفتوحات الالهية الوهبية على العقائد المقرية ورسالة تسمى القول الفاخر في بعض ما يتعلق بقوله تعالى إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ورسالة تسمى كفاية المريد في بيان مناسك حج بيت الله الحميد وحاشية تسمى القول المنجي على مولد الاستاذ البرزنجي وهي مطبوعة أيضا ورسالة تسمى تقريب العقائد السنية بالادلة القرءانية وهي مطبوعة أيضا ورسالة تسمى بالايضاح في الكلام على البسملة الشريفة من ثمانية عشر علما في غاية الافصاح وهي مطبوعة وخاتمة تسمى الدرر البهية على شرح ابن تركي على العشماوية وخاتمة تسمى الكوكب المنير على مجموع العلامة الامير
وله تقارير كثيرة مفيدة على هوامش عدة كتب في فنون شتى وقد تفضل الله تعالى عليه بالانتفاع بتآليفه فقد تسابق في تحصيلها شرقا وغربا المتسابقون وتنافس في الجد في اقتنائها المتنافسون وكان مع اشتغاله بالتأليف مديما إقراء كتب الحديث والتفسير والفقه وغيرها من الفنون التي صار أهل عصره فمن بعده عيالا فيها عليه ويهرعون في إيضاح مشكلاتها إليه مع استعماله جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق لأجله وكفى بذلك فخرا ومدحا
تقلد رضي الله عنه مشيخة السادة المالكية ووظيفة الإفتاء بالديار المصرية في شهر شوال المبارك سنة سبعين ومائتين وألف هجرية وقد صرف جواهر لحظات عمره في أنواع الطاعات وأمسك بزمام نفسه عن مراتع الشهوات وعكف نور عقله في خلوات مناجاة مولاه وتعلقت روحه بالملإ الذي تولى الله وتولاه هذا أنموذج بعض مايتعلق بمناقبه رضي الله عنه ولواستوفينا سير جميع لسالت أودية الكلام حتى تضيق بمنهمرها جداول الصفحات وتعجز جياد اليراع عن السعي في ميادين الدفاتر ولو طال الزمان ولكن مالايدرك كله لايترك كله وفي الإشارة والتلويح مايغني عن التصريح وفي هذا القدر كفاية * توفي رضي الله عنه بعد أذان المغرب من ليلة الاحد التاسع من ذي الحجة الحرام الذي هو لعام تسع وتسعين بعد مائتين ختام ودفن رضي الله عنه في صبيحة يوم عرفة بقرافة المجاورين بين إمامين جليلين الامام العلامة خليل بن إسحاق صاحب المختصر والامام ناصر الدين اللقاني بجوار الامام سيدي عبد الله المنوفي رضي الله تعالى عن الجميع ونفعنا بهم وحشرنا في زمرتهم