ترجمة إمام المالكية عالم الإسلام وشيخ شيوخه العظام الشيخ علي الأجهوري نفعنا الله به شيخ المالكية في عصره بالقاهرة وإمام الأيمة وعلم الإرشاد وعلامة العصر وبركة الزمان شارح المختصر ثلاثة شروح : الشرح الكبير في اثني عشر مجلدا والشرح الوسيط في خمسة مجلدات والشرح الصغير في مجلدين ، وشارح مختصر ابن أبي جمرة على البخاري وألفية السيرة للزين العراقي وألفية ابن مالك والتهذيب للتفتازاني في المنطق ، وله شرح على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في مجلدات وله حاشية على شرح التتائي الكبير على الرسالة وله حاشية على شرح النخبة للحافظ ابن حجر وله شرح على الشمائل للترمذي وله منسك وكتاب في المعراج وعقيدة منظومة وشرح نفيس عليها وهو شيخ الشمس البابلي والشهاب العجمي والنور الشبراملسي والإمام أبي سالم العياشي صاحب الرحلة العياشية والإمام الخرشي شارح المختصر والإمام عبد الباقي الزرقاني شارح المختصر والإمام إبراهيم بن مرعي الشبرخيتي شارح المختصر والإمام عبد العالي بن عبد الملك بن الشيخ عمر الجعفري الفويتجي مؤلف كتاب الزهرات الوردية في الفتاوي الإجهورية والشيخ موسى القليوبي وغيرهم ممن لايعد كثرة :
قال الإمام المحبي في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر في ترجمته مانصه :
شيخ المالكية في عصره بالقاهرة وإمام الأيمة وعلم الإرشاد وعلامة العصر وبركة الزمان ، كان محدثا فقيها رحلة كبير الشان وقد جمع الله تعالى له بين العلم والعمل وطار صيته في الخافقين وعم نفعه وعظمت بركته وقد جد فبرع في الفنون فقها وعربية وأصلين وبلاغة ومنطقا ودرس وأفتى وصنف وألف وعمر كثيرا ورحل الناس إليه من الآفاق للأخذ عنه فألحق الأحفاد بالأجداد أخذ عن مشايخ كثيرين سرد منهم الشهاب العجمي في مشيخته نحو ثلاثين رجلا وأعلاهم قدرا الشمس محمد الرملي والبدر حسن الكرخي والسراج عمربن الجاي والحافظ نور الدين علي بن أبي بكر القرافي الشافعي وإمام المالكية في عصره الشمس محمد بن سلامة البنوفري وقاضي المالكية البدر ابن يحي القرافي وأملى الكثير من الحديث والتفسير والفقه وأخذ عنه الشمس البابلي والنور الشبراملسي والشهاب العجمي وغيرهم ممن لايحصى كثرة وألف التآليف الكثيرة منها شروحه الثلاثة على مختصر خليل في فقه المالكية كبير في اثني عشر مجلدا لم يخرج عن المسودة ووسيط في خمسة وصغير في مجلدين وحاشية على شرح التتائي للرسالة وشرح عقيدة الرسالة وشرح ألفية السيرة للزين العراقي ومجلد لطيف في المعراج ومجلد في الأحاديث التي اختصرها ابن أبي جمرة من البخاري وشرح ألفية ابن مالك لم يخرج عن المسودة وشرح التهذيب للتفتازاني في المنطق وحاشية على شرح النخبة للحافظ ابن حجر ومنسك صغير وجزء في مسألة الدخان وكتابة على الشمائل لم تخرج من المسودة وعقيدة منظومة وشرحها شرحا نفيسا وشرح على رسالة ابن أبي زيد القيرواني في الفقه في مجلدات وغير ذلك ورزق في كتبه الحظ والقبول -إلى أن يقول - وللأجهوري فوائد وءاثار كثيرة معجبة منها مانقلته عن معراجه : التتمة الرابعة ورد أن الحور العين يتغنين بما يقوله شعراء الإسلام كما ذكره بعضهم فقال أخرج الديلمي عن ابن مسعود مرفوعا إن الشعراء الذين يموتون في الإسلام يأمرهم الله تعالى أن يقولوا ماتتغنى به الحور العين لأزواجهن في الجنة والذين ماتوا في الشرك يدعون بالويل والثبور وقد نظم ذلك بعضهم فقال :
الديلمي عن ابن مسعــــــود روى**في ءاية الشـعرا حديثا مسندا
من مات في الإسلام منهم في غد**بالشعر يأمـــــــره الإله فينشدا
ونشيده من كل حــــــــــوراء إلى**زوج لها تلفى على طول المدى
والمشركون دعاؤهم في نــارهم**ويل ثبــــــــــور كل وقت سرمدا
ومن فوائده المأثورة عنه أن من قرأ عند النوم قوله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذامسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون ) أمن من الإحتلام تلك الليلة ، ومن قرأ في ءاخر جمعة من رجب والخطيب على المنبر : أحمد رسول الله ، محمد رسول الله خمسا وثلاثين مرة لاتنقطع الدراهم من يده تلك السنة وأفاد لقضاء الحوائج أن تقول وأنت متوجه إلى حاجتك عشر مرات اللهم أنت لها ولكل حاجة فاقضها بفضل بسم الله الرحمن الرحيم مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ، ولبكاء الأطفال يكتب في ورقة ويعلق على رأس الصغير بسم الله الرحمن الرحيم قل اللهم مالبك الملك تؤتي الملك من تشاء (سليمان) وتنزع الملك ممن تشاء (بلقيس) وتعز من تشاء ( إدريس) وتذل من تشاء (إبليس) ، عيسى ولد ليلة السبت ولاريح ينفح ولاكلب ينبح أرقد أيها الطفل حتى تصبح ، أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم ، -إلى أن يقول -: ومن نظمه لفوائد جليلة الموقع هذه الأبيات في قاعدة النكرة إذا أعيدت نكرة أومعرفة وبالعكس :
وإن يعد منكـــــــــــــــــر منكرا**فالثــــــــــــــــــــان غيرأول بلا مرا
وفي سوى ذا الثان عين الأول**إلى ثلاثـــــــــــــــة فذوالأصل جلي
قلت وفي مــــغني اللبيب حكما**بأن هــــــــــــــــــــــذا كله ما سلما
إذ قوله فوق العــــــذاب أبطله**والصلح خــــــــــــــير قد أبان خلله
وذا لأن الصلح عــــــــم الأولا**والشيء فوق نفسه لــــــــــن يعقلا
وقوله عليهمو كتــــــــــــــــابا**يـــــــــــــــــــــــرده فاستمع الخطابا
وقولــــه والنفس بالنفس وما**شاكلها يخـــــــــــــــــالف اللذ رسما
وقوله أيضا وفي الأرض إله**لأن ربي واحـــــــــــــــــــد بلا اشتباه
إلا إذا قيـــــــــــــــــل بأن ذلك**إن لم تكن قرينـــــــــــــــــــــة هنالك
فإن تكــــــــــــــن ثم فلا يعول**إلا عليها فالمــــــــــــــــــــراد يسهل
وله في تقديم بعض الفاكهة على الطعام وتأخيرها عنه ومعية بعضها :
قدم على الطعام توتا خوخـــا**ومشمسا والـتين والبــــــــــــــــطيخا
وبعده الإجاص كمثـرى عنب**كذاك تفـــــــــــــــــــاح ومثله الرطب
ومعه الخيـــــــــــار والجميز**قثا ورمــــــــــــــــــــــان كذاك الجوز
وبالجملة فإنه جم الفائدة منشور العائدة وكانت ولادته في سنة سبع وستين وتسعمائة بمصر وتوفي بها ليلة الأحد مستهل جمادى الأولى سنة ست وستين وألف وصلي عليه صبيحتها بجامع الأزهر ودفن بتربة سلفه بجوار المشهد المعروف بإخوة سيدنا يوسف عليه السلام
وقال العلامة سيدي أبوعبد الله محمد بن الطيب في نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني في ترجمته مانصه :
الإمام الكبير العالم الشهير أبو الحسن علي الأجهوري المصري صاحب الشرح الجليل على مختصر خليل أحد شيوخ الفقه والتصوف والقدوة الجليل قال أبوسالم (العياشي) في فهرسته مانصه :أول من أجازني وأخذت عنه بمصر الشيخ الفقيه المسن النبيه ملحق الأحفاد بالأجداد خاتمة أهل الإسناد ذو المحاسن الباهرة شيخ المالكية بالقاهرة بل وفي الدنيا كلها الشيخ زين العابدين أبو الحسن علي الأجهوري لقيته بداره بالأزبكية من القاهرة مرتين وسمعت عليه بعض ثلاثيات البخاري وبعض عشاريات ابن حجر وثلاثيات ابن ماجه والمسلسل بالمصافحة وقول السلام عليكم ومسلسلات ابن الجوزي والفاتحة من طريق قاضي الجان ولقنني الذكر ضحى يوم الأحد الثالث والعشرين من شهر الله شوال عام أربعة وستين وألف وأجاز لي سائر مروياته عن أشياخه الذين يطول ذكرهم منهم الشيخ عمربن الجاني عن الجلال السيوطي بل وبعض أشياخ السيوطي كالشهاب الحجازي ، ومنهم بدر الدين الكرخي عن زكرياء وعن الشيخ محمد بن إبراهيم التتائي ومنهم الشيخ محمد بن أحمد الرملي عن شيخ الإسلام زكرياء ومنهم الشيخ صالح البلقيني عن والده شهاب الدين البلقيني عن الشيخ عبد الرحمن الأجهوري عن القسطلاني ومنهم الشيخ محمد السنوبري المكي عن الشيخ عبد الرحمن الأجهوري عن القلقشندي عن ابن حجر ومنهم الشيخ كريم الدين البرموني والشيخ بدر الدين القرافي والشيخ عثمان المغربي الثلاثة عن جده الشيخ عبد الرحمن الأجهوري ، توفي سنة ست وستين وألف عن سن عالية قرب المائة رحمه الله ورضي عنه
وقال العلامة الشيخ سيدي أبوعبد الله محمد بن مخلوف المالكي في شجرة النور الزكية في طبقات المالكية في ترجمته مانصه :
أبوالإرشاد نورالدين علي زين العابدين بن محمد بن أبي محمد زين الدين الشيخ عبد الرحمن الأجهوري شيخ المالكية في عصره وصدر الصدور في مصره إمام الأيمة وعلم الإرشاد وبركة الزمان وقدوة الزهاد المحدث الرحلة الكبير الشان جمع بين العلم والعمل وطار صيته وعم نفعه وعظمت بركته عمر فألحق الأحفاد بالأجداد أخذ عن أعلام يشق استقصاؤهم : البنوفري والبدر القرافي والبرموني وعثمان القرافي وهؤلاء أخذوا عن جده عبد الرحمن وأخذ عن أبي النجاة السنهوري وشمس الدين محمد بن محمد الفيشي والشمس الرملي والبدر الكرخي وعنه من لايعد كثرة كالشمس البابلي وعيسى الثعالبي والنور الشبراملسي وأبي سالم العياشي والخرشي والشبرخيتي وعبد الباقي الزرقاني وابنه محمد وموسى القليوبي وعبد العالي بن عبد الملك بن الشيخ عمر الجعفري الفويتجي مؤلف كتاب الزهرات الوردية في الفتاوي الأجهورية وغيرهم وألف تآليف كثيرة منها ثلاثة شروح على مختصر خليل كبير لم يخرج من المسودة في اثني عشرمجلدا ووسيط في خمسة وصغير في مجلدين وحاشية على شرح التتائي على الرسالة وشرح على الألفية في السيرة للزين العراقي وتأليف في الأحاديث التي اختصرها ابن أبي جمرة على البخاري ومجلد لطيف في المعراج وشرح ألفية ابن مالك لم يخرج من المسودة وشرح التهذيب في المنطق وحاشية على شرح النخبة للحافظ ابن حجر وله منسك وكتابة على الشمائل لم تخرج من المسودة ورسالتان في شرب الدخان وعقيدة منظومة وشرحها وشرح على الرسالة في مجلدات وغير ذلك وبالجملة فإنه منثور الفائدة جم العائدة -إلى أن يقول - مولده سنة سبع وستين وتسعمائة وتوفي في جمادى الأولى سنة ست وستين وألف.