المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي

منتدى المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي راس الوادي برج بوعريريج الجزائر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التفكر فى آثار رحمة الله وعجائب الخلقة البشرية2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مختار بن سعدي
المديــــــــــــــــر
مختار بن سعدي


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 22/06/2009

التفكر فى آثار رحمة الله وعجائب الخلقة البشرية2 Empty
مُساهمةموضوع: التفكر فى آثار رحمة الله وعجائب الخلقة البشرية2   التفكر فى آثار رحمة الله وعجائب الخلقة البشرية2 Icon_minitimeالجمعة يونيو 26, 2009 11:27 pm

قلت: والى الفكر هو العقل لأنه هو الذي يلي الفكر ويستعمله وعزله عن ذلك هو اشتغاله بحظوظه وهواه حتى بعد عن حضرة مولاه وهذا منه رحمه الله تنبيه وإيقاظ للغافل وتقريع وتوبيخ للجاهل يقول له أتدرى من أنت أيها الإنسان، ولماذا خلقت وما المراد منك، أنت نخبة الأكوان وأنت في الأصل قطب الزمان أنت المقصود الأعظم من هذا الكون فلو تفكرت في أمر نفسك لعلمت عظمة ربك فسارعت إليه بجسمك وقلبك، لكن عزلت عقلك عن التفكر والاعتبار وشغلت نفسك بالفضول والاغترار، فلا جرم أنك هوت نفسك في دار البوار، فلو تفكرت في عجائب نفسك لتحققت بمعرفة ربك، قال تعالى:]زَوفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون[فتأمل في أول نشأتك وفى تركيب صورتك فانظر رحمك الله إلى أصلك حين كنت نطفة مهينة فقلب الحق تعالى عرق دم الحيض مددا لك في رحم أمك، ثم صرت علقة ثم مضغة ثم فصل سبحانه تلك المضغة إلى العظم واللحم والعصب والعروق والدم والجسد والظفر والشعر ووضع كل واحد منها بحكمة لولاها لاختل الجسد بحسب العادة، فالعظام منها هي عمود الجسد فضم بعضها إلى بعض بمفاصل وأقفال من العضلات والعصب ربطت بها ولم تكن عظما واحدا لأنه إذ ذاك يكون مثل الحجر أو الخشبة لا يتحرك ولا يقوم ولا يجلس ولا يركع ولا يسجد لخالقه الحي القيوم، وجعل سبحانه العصب على مقدار مخصوص ولو كان أقوى مما هو لم تصح في العادة حركة الجسم ولا تصرفه في منافعه، ثم خلق تعالى في العظام لينافى غاية الرطوبة ليرطب يبس العظام وشدتها وتتقوى العظام برطوبته ولولا ذلك لضعفت قوتها وانخرم نظام الجسد بحسب جرى العادة، ثم خلق سبحانه اللحم وأعفاه وعلاه على العظام وسد به خلل الجسد كله فصار مستوياً لحمة واحدة واعتدلت هيئة الجسد واستوت، ثم خلق سبحانه العروق في جميع الجسد جداول لجريان الغذاء فيها إلى أركان الجسد لكل موضع من الجسد عدد معلوم من العروق صغاراً وكباراً ليأخذ الصغير من الغذاء حاجته والكبير حاجته ولو كانت أكثر مما هي عليه أو أنقص أو على غير ما هي عليه من الترتيب ما صح شيء من الجسد عادة، ثم أجرى الدم في العروق سيالا خاثراً ولو كان يابساً أو أكثف مما هو عليه لم يجر في العروق ولو كان ألطف مما هو عليه لم تنفذ به الأعضاء، ثم كسى سبحانه اللحم بالجلد ستره كله كالوعاء ولولا ذلك لكان قشرا أحمر وفى ذلك هلاكه عادة، ثم كساه الشعر وقاية للجلد وزينة في بعض المواضع وما لم يكن شعر جعل له اللباس عوضاً منه وجعل أصوله مغروزة في اللحم ليتم الانتفاع به ولين أصوله ولم يجعلها يابسة مثل رؤوس الابراذ لو كانت كذلك لم يهنأ عيش وجعل الحواجب والأشفار وقاية للعينين ولولا ذلك لا هلكهما الغبار والسقط وجعلها سبحانه على وجه يتمكن بسهولة من رفعها على الناظر عند قصد النظر ومن ارخائها على جميع العين عند إرادة إمساك النظر إلى ما تؤذى رؤيته ديناً أو دنياً وجعل شعرها صفاً واحداً لينظر من خللها، ثم خلق سبحانه شفتين ينطبقان على الفم يصونان الحلق والفم من الرياح والغبار وينفتحان بسهولة عند الحاجة إلى الانفتاح ولما فيهما أيضاً من كمال الزينة وغيرها، ثم خلق سبحانه بعدهما الأسنان ليتمكن بها من قطع مأكوله وطحنه ولم يخلق له الأسنان من أول الخلقة لئلا يضر بأمه فى حال رضاعه ولأنه يحتاج لها حينئذ لضعفه عما كثف من الأغذية فعوضه الله منها برأفته لبن أمه دافئاً فى الشتاء بارداً فى الصيف فلما قوى وصلح للغذاء الخشن خلق له الاسنان لأن الطعام لو جعل في الفم وهو قطعة واحدة لم يتيسر ابتلاعه فيحتاج إلى طاحونة يطحن بها الطعام فخلق اللحيين من عظمين وركب منهما الاسنان وطبق الأضراس من العليا على السفلى لتطحن بهما الطعام طحنا ثم الطعام تارة يحتاج إلى الكسر وتارة يحتاج إلى القطع ثم يحتاج إلى الطحن بعد ذلك فجعل سبحانه الأسنان على ثلاثة أصناف بعضها عريضة طواحن كالأضراس وبعضها حادة قواطع تصلح للقطع كالرباعية وبعضها صلبة تصلح للكسر كالأنياب، ثم جعل سبحانه مفصل اللحيين متخللا بحيث يتقدم الفك الأسفل ويتأخر حتى يكون على الفك الأعلى دوران الرحى ولولاهما لم يتم إضراب أحدهما على الآخر مثل تصفيق اليدين ثم جعل الفك الأسفل يتحرك حركة دورية واللحى الأعلى ثابت لا يتحرك فانظر إلى عجيب صنع الله تعالى فإن رحى الخلق الأعلى يدور والأسفل ثابت ورحى الله تعالى معكوسة الأسفل يتحرك والأعلى ثابت، ثم هب أنك وضعت الطعام فى الفم فكيف يتحرك الطعام إلى ما تحت الأسنان وكيف تستجره الأسنان إلى نفسها وكيف يتصرف باليد فى داخل الفم، فانظر كيف أنعم الله عليك فخلق اللسان يطوف فى جوانب الفم ويرد الطعام من الوسط إلى الأسنان بحسب الحاجة كالمجرفة ترد الطعام إلى الرحى هذا مع ما فيه من فائدة الذوق وعجائب قوة النطق، ثم هب أنك قطعت الطعام وطحنته وهو يابس فلا تقدر على ابتلاعه إلا بأن يزلق إلى الحلق بنوع رطوبة أنبع الله تعالى فى الفم عينا نباعة على الدوام أحلى من كل حلو وأعذب من كل عذب فيحرك اللسان الغذاء ويمزجه بذلك الماء فيعود زلقا فينحدر فى الحلق بلا مؤنة ولهذا إذا أعدم الله تلك العين من حلق المريض لم يمض على الحلق شيء وان مضى فبمشقه عظيمة ( ومن ) عجب هذه العين أنها مع عدم انقطاعها لم يكن ماؤها يملأ الفم فى كل وقت حتى يتكلف الإنسان طرحها بل جرت على وجه ألجمت فيه أن تتعدى وجه منفعتها فتبارك الله أحسن الخالقين (ثم) لما كنت تحتاج إلى مناولة الطعام وجعله فى الفم خلق الله لك اليدين ولم يجعلك كالبهيمة تأكل على فمك فأنعم عليك باليدين وهما طويلتان فتمتدان إلى الأشياء مشتملتين على مفاصل كثيرة لتتحرك فى الجهات فتمتد وتثنى إليك فلم تكن كالخشبة المنصوبة ثم جعل رأس اليدين عريضاً فخلق الكف ثم قسم رأس الكف بخمسة أقسام هى الأصابع وجعلها في صفين بحيث يكون الابهام فى جانب يدور على الأربعة الباقية ولو كانت مجتمعة لم يحصل بها تمام غرضك ووضعها وضعاً إن بسطتها كانت مجرفة وان ضممتها وثنيتها كانت لك مغرفة وإن جمعتها كانت آلة للضرب وإن نشرتها ثم قبضتها كانت لك آلة القبض ثم خلق الله سبحانه أظفارا وأسند إليها رؤوس الأصابع لتشتد بها أطرافها لكثرة حركتها والتصرف بها فى الأمور حتى لا تتفتت وحتى تلتقط بها الأشياء الدقيقة التى لا تأخذها الأصابع ولتحك بها جسدك ولما كان الشعر والظفر مما يطول لما فى طولهما من المصلحة لبعض الناس وفى بعض الأوقات وكان جزهما مما يحتاج إليه فى بعض الأوقات لم يجعلا كسائر الأعضاء فى تألم الإنسان بقطعهما فانظر إلى دقائق هذه النعم هل تقوم بشكرها ( ثم ) إذا نظرت إلى الطعام كيف تجذبه الحنجرة وتبلعه ثم إلى المعدة كيف تطبخه بالحرارة التى فيها ثم إذا طبخ كيف يأخذ القلب اللباب الذى صعد على وجه المعدة ثم كيف يجرى فى العروق المتصلة به من قرنك إلى قدمك ثم إلى نعمة الرجلين كيف تمشى بهما إلى حاجتك (وجدت) نفسك مغموراً بالنعم، قال تعالى:]وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا[ هذه كلها نعم حسية فكيف بالنعم الباطنية كنعمة الإسلام والإيمان والمعرفة والعلم وغير ذلك مما لا يحصره العقل ولا يعده النقل ]فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ ولذلك كانت عبادة التفكر قدرها عند الله عظيم إذ لا يتوصل إلى هذه العجائب إلا بالتفكر أهـ ( ص 392 –395 ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bel3isawi.ahladalil.com
 
التفكر فى آثار رحمة الله وعجائب الخلقة البشرية2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التفكر فى آثار رحمة الله وعجائب الخلقة البشرية1
» الواجب فى حق الله تعالى2
» الواجب فى حق الله تعالى3
» المستحيل فى حق الله تعالى
» الجائز فى حق الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المدرسة القرآنية الشيخ بلعيساوي :: العلوم الشرعية :: منتدى العقيدة والفرق-
انتقل الى: