مختار بن سعدي المديــــــــــــــــر
المساهمات : 104 تاريخ التسجيل : 22/06/2009
| موضوع: التوحيد ووجوب المعرفة بالله عز وجل1 الجمعة يونيو 26, 2009 10:37 pm | |
| التوحيد لغةً: العلم بأن الشىء واحد. وشرعاً: إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته ذاتاً وصفات وأفعالاً. قال الحافظ ابن حجر فى الفتح: وأما أهل السنة ففسروا التوحيد بنفى التشبيه والتعطيل، ومن ثم قال الجنيد فيما حكاه أبو القاسم القشيرى: التوحيد إفراد القديم من المحدث، وقال أبو القاسم التميمى فى كتاب الحجة: التوحيد مصدر وَحَّدَ يُوَحِّدُ ومعنى وحدت الله اعتقدته منفرداً بذاته وصفاته لا نظير له ولا شبيه وقيل وَحَّدْتُهُ علمته واحداً وقيل سلبت عنه الكيفية والكمية فهو واحد فى ذاته لا إنقسام له وفى صفاته لا شبيه له وفى ألهيته وملكه وتدبيره لا شريك له ولا رب سواه ولا خالق غيره، وقال ابن بطال: تضمنت ترجمة الباب: إن الله ليس بجسم لأن الجسم مركب من أشياء مؤلفة وذلك يرد على الجهمية فى زعمهم أنه جسم، قال الحافظ كذا وجدت فيه ولعله أراد أن يقول المشبهة، واما الجهمية فلم يختلف أحد ممن صنف فى المقالات أنهم ينفون الصفات حتى نسبوا إلى التعطيل وثبت عن أبى حنيفة أنه قال: بالغ جهم فى نفى التشبيه حتى قال إن الله ليس بشىء. انتهى (ج13 ص 357 ). وقال الزبيدى فى شرح الإحياء: أكثر العلماء ان الواحد والأحد بمعنى واحد، وقال الأزهرى الفرق بين الواحد والأحد فى صفاته تعالى ان الأحد بنى لنفى ما يذكر معه العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، تقول ما أتانى منهم واحد وجاءنى منهم واحد، والواحد بنى لانقطاع النظير وعوز المثل، وقال بعضهم الواحد فى الحقيقة هو الشىء الذى لا جزء له البتة ثم يطلق فى كل موجود حتى انه ما من عدد إلا ويصح وصفه به فيقال عشرة واحدة ومائة واحدة، وقال الراغب: الواحد لفظ مشترك يستعمل فى خمسة أوجه: الأول: ما كان واحدا فى الجنس أو فى النوع كقولنا الإنسان والفرس واحد فى الجنس وزيد وعمر واحد فى النوع. الثانى: ما كان واحدا بالاتصال اما من حيث الخلقة كقولنا شخص واحد واما من حيث الصناعة كقولنا حرفة واحدة. الثالث: ما كان واحداً لعدم نظيره إما فى الخلقة كقولنا الشمس واحدة وإما فى دعوى الفضيلة كقولنا فلان واحد دهره مثل نسيج وحده. الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزىء فيه إما لصغره كالهباء وإما لصلابته كالألماس. الخامس: للمبدأ إما لمبدأ الأعداد كقولنا واحد إثنان أو لمبدأ الخط كقولنا النقطة الواحدة والوحدة فى كلها عارضة، قال وإذا وصف الله تعالى به فمعناه أنه لا يجرى عليه التجزى ولا التكثر، وقال المصنف فى المقصد الاسنى الواحد هو الذى لا يتجزأ ولا يتثنى، أما الذى لا يتجزأ فكالجوهر الواحد الذى لا ينقسم فيقال إنه واحد بمعنى أنه لا جزء له وكذلك النقطة لا جزء لها والله تعالى واحد بمعنى أنه يستحيل تقدير الإنقسام فى ذاته، وأما الذي لا يتثنى فهو الذي لا نظير له كالشمس مثلا فإنها وإن كانت قابلة للإنقسام بالفعل بتجزئة فى ذاتها لانها من قبيل الأجسام فهى لا نظير لها إلا أنه يمكن أن يكون لها نظير فإن كان فى الوجود موجود ينفرد ويتوحد بخصـوص وجـوده تفرداً أو وحدة]لا شَرِيكَ لَهُ[أى لا يتصور أن يشاركه غيره فيه أصلاً، فهو الواحد المطلق أزلاً وأبداً، والعبد إنما يكون واحداً إذا لم يكن له فى أبناء جنسه نظير فى خصلة من خصال الخير وذلك بالاضافة إلى أبناء جنسه وبالاضافة إلى الوقت إذ يمكن أن يظهر فى وقت آخر مثله وبالاضافة إلى بعض الخصال دون الجميع فلا وحدة على الاطلاق إلا لله عز وجل. | |
|