كلمة الشهـــر
اعلام و تراجم
المكتبة الغمارية
مــــقــــــــالات
بحوث و أعمال
فــــتــــــــاوى
ضيــف المـوقـع
صـــــــــــــور
ســــجل الزوار
هو العلامة المحدِّث الصوفي السيد عبد العزيز بن محمد بن الصديق بن أحمـد بـن عبد المؤمن الغماري الإدريسي الحسني.
مولده وبداية طلبه للعلم
ولد في طنجة بالمغرب الأقصى في شهر جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، وتعاهده والده من صغره فبعد قراءة القرآن الكريم وحفظه على الفقيه سيدي محمد بودرة اشتغل بالطلب عليه، وكان والده مهتماً به غاية الاهتمام، وذلك بالرعاية والنصح والإرشادات التي قربت إليه الأقصى في كثير من المسائل لما كان عليه من سعة الاطلاع وحسن البيان والتعليم والتبليغ، وكان والده يوصيه وقت الطلب بألا يراجع شيئاً من الحواشي والتقريرات وقت الطلب ويقول له: إذا حصلت الملكة بالكتاب الصغير في أي فن من الفنون صار الفن كله بكتبه المطولة وحواشيها في متناول اليد يسهل فهمها، وأخذ عنه الطريقة الشاذلية الدرقاوية، وأذن له في تلقين وردها المعروف، فله منه الأخذ التام، والمدد الخاص والعام.
سفره إلى مصر ودراسته بالأزهر
وبعد وفاة والده رحمه الله تعالى سافر إلى القاهرة سنة 1355هـ، والتحق بالأزهر الشريف فأخذ عن عدد من علماء الأزهر، كالشيخ عبد المعطي الشرشيمي من كبار علماء الهيئة، والشيخ محمود إمام، والشيخ عبد السلام غنيم الدمياطي الشافعي، وانتفع به كثيراً، والشيخ محمد عزت، وآخرين من كبار شيوخ الأزهر، قرأ عليهم علوم الأزهر المتداولة والفقه على مذهب الإمام الشافعي وحضر في ألفية الحديث بشرح العراقي على شقيقه السيد عبد الله وحضر عليه شرح جمع الجوامع كاملاً في الأصول، وبالأخص في علم الحديث، وتدرب ببعض كتبه.
اشتغاله بالحديث
ذكر السيد عبد العزيز في ترجمته لنفسه، كيف كان ابتدأ في طلب الحديث وتدرجه فيه، وسأنقل مقاصد كلامه لأنه مفيد، قال رحمه الله تعالى فذكر أنه بعد أن قرأ الاصطلاح اتجه للتطبيق لأنه المقصود من علم الحديث، فاشتغل بكتاب "اللآلئ المصنوعة" للحافظ السيوطي وخرج منه بعلم عظيم جم وكتب جزءاً مستقلاً في الاستدراك عليه اسمه "الجواهر الغوالي".
وذكر أنه تعلم من "اللآلئ" نقد الرجال، وسير الطرق، وتمييز الصحيح من الضعيف من الموضوع ثم أقبل على قرائة كتب التخريج فقرأ أعمال شقيقه السيد أحمد علي مسند الشهاب، ثم قرأ تخريجات الحفاظ: العراقي، والزيلعي، وابن حجر والسيوطي والتي أمكنه الوقوف عليها، وكان يكاتب شقيقه السيد أحمد ويستفيد منه وقرأ كتبه الحديثية، وكان له أنس خاص بكتاب فتح الملك العلي.
ثم ذكر أنه بعد أن آنس من نفسه الخبرة بالفن كتب "بلوغ الأماني من موضوعات الصنعاني" ولما اطلع عليه شقيقه السيد أحمد وقال له كان ينبغي أن تسميه "هزيج الأغاني" لإطرابه بفوائده لقارئه.
عودته إلى طنجة
رجع إلى طنجة في شهر ربيع النبوي سنة ست وستين، وكانت مدة إقامته في مصر نحو اثني عشر عاماً.
واشتغل في طنجة بالتدريس والخطابة والتصنيف وملازمة الزاوية الصديقية مع الاشتغال بالذكر والأوراد، وحجَّ واعتمر أكثر من مرة
وفاته
بقي على حاله من الإقبال على الله وإفادة الناس ولا سيما أهل العلم ، والقيام بأعباء الزاوية الصديقية ، وبعد وفاة شقيقيه السيد عبد الله والسيد عبد الحي ازداد إقبالاً على الله تعالى وملازمة للذكر، ثم قبيل وفاته بسنة تقريباً مرض ولازم بيته إلى أن انتقل إلى رحمة الملك العلام سنة 1418 ودفن بجوار والده في الزاوية الصديقية بطنجة.